العلاج بالأكسجين عالي الضغط يُقلل من الآلام المزمنة المصاحبة لمتلازمة “فيبروميالغيا”
الفيبروميالغيا عبارة عن شكوى مزمنة مرتبطة بشكل شائع بإرهاق آلام العضلات والعظام، والنوم غير المريح، وأعراض أخرى تؤثر على الحالة المزاجية والذاكرة. وتؤثر متلازمة الألم المزمن “الفيبروميالغيا” على ما يقرب من عشرة ملايين أميركي. وعلى الصعيد العالمي، تتراوح التقديرات بين 3٪ و 6٪، وغالبيتهم من النساء.
وتنجم اضطرابات الألم الدائمة، والفيبروميالغيا على وجه التحديد، عن خلل في الجهاز العصبي. ولا تعتبر “الفيبروميالغيا” مرضاً خلقياً يُصاب به الإنسان عند الولادة، بل تتطوّر الأعراض بمرور الوقت، وغالباً كردة فعل للتأثيرات الخارجية، بما في ذلك العدوى، أو الصدمات الجسدية، أو العوامل العاطفية. ومع ذلك، من غير الواضح، ومن المستحيل في كثير من الأحيان، تحديد المسببات المحفّزة لهذه الحالة.
بروتوكول HBOT كعلاج للفيبروميالغيا
لا تؤثر متلازمة الألم المزمن “الفيبروميالغيا” بشكل مباشر على العضلات أو المفاصل؛ بل على الطريقة التي تقوم بها الأعصاب بتفسير وإيصال رسائل الألم إلى الدماغ. وبالتالي، فإن عتبات الألم أقل بكثير، مما يُعقّد من العلاج الفعال. وفي غياب العلاج البدني مثل إصلاح الوتر الممزق، يكون رد الفعل العلاجي القياسي هو علاج هذه الأمراض بالأدوية. ومع ذلك، فإن مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية ليست قوية بما يكفي لتوفير الراحة بشكل فعّال. إن فعالية مسكنات الألم ذات الوصفات الطبية، بما في ذلك المواد الأفيونية، تتراجع بمرور الوقت، وتحمل العديد من المخاطر الأخرى، وخصوصاً الإدمان.
وفي إطار البحث عن حلول غير دوائية، تتم دراسة العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT) كعلاج محتمل لشكاوى الألم المزمن. وكانت الهيئة الكندية للأدوية والتقنيات في مجال الصحة (CADTH)، وهي وكالة مستقلة مكلفة بتوريد ومراجعة وتدقيق البحوث السريرية في مجالات الأدوية والأجهزة الطبية الجديدة، قد نشرت مؤخراً دراسة مفصلة حول العلاج بالأكسجين عالي الضغط كعلاج محتمل للألم المزمن لدى البالغين.
وأوردت هيئة CADTH دراساتها المتعددة في مقالة بعنوان: “العلاج بالأكسجين عالي الضغط لعلاج الألم المزمن: مراجعة للفعالية الإكلينيكية وجدوى التكلفة“. وفي هذا السياق، تم فحص ستين امرأة تعاني من متلازمة “الفيبروميالغيا” في دراسة واحدة، حيث خضعن للعلاج بجلسات HBOT لمدة خمسة أيام على مدار 12 أسبوعاً. وقد أوضحت أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط ضاعف من عتبات الألم ومؤشرات جودة الحياة الأخرى، بينما قلّل من كمية نقاط الألم والضغط العاطفي. وبعد العلاج، أظهر التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (SPECT) أن أجزاء الدماغ التي كشفت سابقاً عن تشوهات قد تم استعادتها إلى حالتها الطبيعية.
العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT) علاج محتمل للألم المزمن.
قامت دراسة مختلفة بتقييم 30 شخص ممن يعانون من متلازمة ألم اللفافة العضلية – وهو اضطراب ألم حاد يؤثر على العضلات والأنسجة الضامة.
وقد تم علاج هؤلاء المرضى بجلسات HBOT لمدة خمسة أيام في الأسبوع على مدار أسبوعين فقط. وعلى الرغم من هذا الإطار الزمني القصير، عزز العلاج بالأكسجين عالي الضغط من عتبات الألم مع تقليل الاختلالات الجسدية والعقلية.
وكانت البيانات غير مؤكدة فيما يتعلق بفوائد التكلفة. فعلى الرغم من أن تقرير هيئة CADTH كان مبهماً فيما يتعلق بتكلفة العلاج بالأكسجين عالي الضغط، مقارنة بمسكنات الألم التي تُصرف بوصفة طبية، كان هناك يقين أكبر بكثير بأن العلاج بالأكسجين عالي الضغط هو الأكثر أماناً بين الخيارين.
وتعني الفترة المحدودة لهذه الدراسات الخاصة بالعلاج بالأكسجين عالي الضغط أن هناك حاجة إلى المزيد من البحث المكثف لاستكشاف المزيد من الإمكانات، وتأكيد الاستنتاجات. إلا أن المؤشرات المبكرة كانت مشجعة للغاية.
إن العلاج القائم على هذا البروتوكول الفريد للعلاج بالأكسجين عالي الضغط متاح الآن لدى عيادات أڤيڤ في أبراج بحيرات جميرا، دبي.
يقدم لك برنامج أفيف الطبي فرصة مميزة للاستثمار في صحتك مع تقدمك بالعمر