في سابقة أولى من نوعها، العلاج بالأكسجين عالي الضغط يُثبت قدرته على عكس الآثار البيولوجية للشيخوخة لدى الإنسان
العلاج بالأكسجين عالي الضغط يُثبت قدرته على عكس الآثار البيولوجية للشيخوخة لدى الإنسان
توصّلت دراسة بارزة أجراها باحثون في إسرائيل إلى أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT) يعكس آثار سمتين رئيسيتين للشيخوخة عند البشر – وهي الدراسة الأولى على الإطلاق التي تتوصل إلى هذه النتائج. وتُظهر الدراسة أنه من الممكن استهداف وعكس عملية الشيخوخة على المستوى البيولوجي الأساسي للخلايا. ويوفر هذا الاكتشاف المذهل في أبحاث بيولوجيا الشيخوخة ركيزة جديدة للعلماء من أجل البحث عن طرق لإبطاء عملية الشيخوخة.
وشملت الدراسة التي تم نشرها في المجلة الطبية المتخصصة Aging، مرضى تزيد أعمارهم عن 64 عاماً، حيث خضعوا لسلسلة من العلاجات بالأكسجين عالي الضغط. وبيّنت اختبارات الدم التي أجريت طوال فترة الدراسة أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط تمكّن من عكس سمتين شائعتين للشيخوخة البيولوجية، وهما تقلّص طول التيلوميرات في الكروموسومات، وتراكم الخلايا المسنّة.
ومن الصعب المبالغة في مدى أهمية ذلك. فالتيلوميرات عبارة عن سلاسل نيوكليوتيدية تحمي أطراف الكروموسومات من الانقسام والتحلل التدريجي أو الاندماج مع كروموسومات أخرى. ويرتبط تقلّص طولها من حوالي 20 إلى 40 وحدة قواعد في السنة، بأمراض خطيرة تهدد الحياة. ولطالما اعتبر الحد من تقلّص التيلوميرات وعكس مساره عاملاً رئيسياً لإبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية.
وتمنع الخلايا المسنّة من تكاثر الخلايا. كما أن تراكمها يساهم في الحالات والأمراض المرتبطة بالشيخوخة. ويمكن أن يؤدي القضاء عليها إلى عكس تلك الحالات والأمراض، وفقاً لدراسات سابقة أجريت على الحيوانات.
“الكأس المقدسة” لبيولوجيا الشيخوخة
تعد الدراسة الجديدة جزءاً من برنامج أبحاث مستمر وشامل للشيخوخة في إسرائيل. وبيّنت دراسة سابقة، صدرت في وقت سابق من العام 2020، أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط HBOT يحسّن أيضاً من الوظائف الإدراكية
وفي خبر صحافي، قال الدكتور شاي إفراتي، مدير مركز ساغول للأبحاث والعلاج بالأكسجين عالي الضغط في مركز إسحاق شامير الطبي، والمؤلف المشارك للدراسة: “بعد تكريس جهودنا المبذولة في إطار دراسة العلاج بالأكسجين عالي الضغط لتحديد مدى تأثيره على مجالات وظائف الدماغ وتضاؤل القدرات المعرفية المرتبطة بالعمر، اكتشفنا الآن ولأول مرة التأثيرات البيولوجية عند البشر للعلاج بالأكسجين عالي الضغط على مستوى الخلايا، وذلك لدى المسنّين الأصحاء”.
ويُطلق إفراتي على تقلّص طول التيلومير عبارة “الكأس المقدسة لبيولوجيا الشيخوخة”، ويشير إلى أن الباحثين يستكشفون العديد من التدخلات الدوائية والبيئية على أمل التوصّل إلى طريقة لإطالة التيلومير.
ويضيف إفراتي، الذي يشغل أيضاً منصب البروفيسور المشارك في كلية ساكلر للطب، وكلية ساغول لعلوم الأعصاب في جامعة تل أبيب: “إن التحسن الملحوظ في طول التيلومير الذي ظهر أثناء وبعد تطبيق هذه البروتوكولات الفريدة للعلاج بالأكسجين عالي الضغط HBOT يوفر للمجتمع العلمي أساساً جديداً يمكن من خلاله فهم إمكانية استهداف الشيخوخة وعكسها بالفعل على المستوى البيولوجي الأساسي للخلايا”.
كيف أجريت الدراسة
شارك إفراتي في تأليف الدراسة مع الدكتور أمير هاداني، رئيس قسم البحوث الطبية في مركز ساغول للأبحاث والعلاج بالضغط العالي. وركز الاثنان على اختبار تأثيرات العلاج بالأكسجين عالي الضغط على طول التيلومير، ومستوى كثافة الخلايا المسنّة لدى شريحة من المسنّين غير المريضين.
وقام إفراتي وهاداني بإجراء التجربة المرتقبة مع 35 من البالغين الأصحاء والمستقلين. ولم يقم أي من المرضى بإجراء أي تغييرات على نمط حياتهم أو نظامهم الغذائي أو الأدوية أثناء الدراسة. وخضع كل منهم لـ 60 جلسة علاجية بالأكسجين عالي الضغط يومياً على مدار 90 يوماً.
وتم جمع عينات الدم الكاملة قبل العلاج ومرة أخرى عند الجلستين 30 و 60. كما تم فحص دمهم مرة أخرى من أسبوع إلى أسبوعين بعد آخر جلسة HBOT لتقييم شيخوخة وطول تيلوميرات خلايا الدم السطحية وحيدة النواة (PMBCs).
ووجدت الدراسة أن بعض بروتوكولات العلاج بالأكسجين عالي الضغط حفّزت عملية تجديد الخلايا. كما زاد طوال بعض التيلوميرات بأكثر من 20%، بينما انخفض عدد الخلايا المسنة بنسبة وصلت إلى 37%.
وقال الدكتور هاداني إن الدراسة الرائدة “فتحت الباب لمزيد من البحوث حول التأثير الخلوي للأكسجين عالي الضغط على مدى فترة طويلة لعكس عملية الشيخوخة”. وأعرب إنه حتى الكشف عن الدراسة، فإن إجراء تعديلات على نمط الحياة والتمارين المكثفة فقط أظهرت القدرة على إبطاء تقلّص طول التيلوميرات.
وأضاف: “ما نلاحظه في دراستنا وبشكل مُلفت، هو أنه في غضون ثلاثة أشهر فقط من العلاج بالأكسجين عالي الضغط، تمكـنّا من التوصل إلى نسبة كبيرة من إطالة التيلوميرات، وبمعدلات تتجاوز بكثير أي من التدخلات الحالية المتاحة أو تبني تغييرات في نمط الحياة”.
ويشغل الدكتور إفراتي منصب المستشار الطبي لشركة Aviv Scientific LTD، والتي تقدم علاجات الأكسجين بالضغط العالي، والتدريب المعرفي والبدني والنظام الغذائي لتحسين أداء الدماغ والجسم، وذلك في Aviv Clinics Dubai في أبراج بحيرات جميرا، دبي.
لمزيد من المعلومات، أو حجز موعد للاستشارة، يرجى الاتصال بنا.
يقدم لك برنامج أفيف الطبي فرصة مميزة للاستثمار في صحتك مع تقدمك بالعمر